http://www.masmallproject.com/2016/02/small-project.html

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

تشعر بأنك “وحيد”؟ تعرَّف إذًا على ثمار “الوحدة”

تشعر بأنك “وحيد”؟ تعرَّف إذًا على ثمار “الوحدة”

ثمار الوحدة

 

ربما تمرّ عليك مرحلة بداية الفكرة أو المشروع؛ لتكتشف أن جميع من حولك قد اختفى. وجدوك منعزلًا عنهم لفترة فقرروا هجرك وتركك وحيد ًا. ومن الطبيعي أن تشعر حينها بألمٍ داخلي لأنهم لا يشعرون بك، ولا بمُعاناتك، ولا بمُخاطرتك التي أقبلت عليها من أجل تصحيح مسار حياتك وحياتهم وحياة بقية البشر.

عندما نقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ نجد أنه صلَّى الله عليه وسلم تعرَّض إلى العديد من فترات الوِحدة في حياته.
مات أبوه قبل أن يولد، وماتت أمه وهو في سنّ الخامسة، ثم مات جدَّه عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمان سنين، ثمَّ عمَّه أبو طالب، وزوجته خديجة رضي الله عنها.
لم يَكَد صلَّى الله عليه وسلَّم ينتهي من تلك المراحل حتى هجره قومه، وطردوه من بلده، بل ولمَّا ذهب إلى الطَّائف رماه أهلها بالحجارة.
معركة وتحد شاق بحقّ.
لكن ما قد لا تدركه، أن الشعور بالوحدة ليس مقصورًا في أن يجلب لك الحزن أو الأسى؛ فالتاريخ سجَّل لنا العديد من حالات الوحدة لعظماء الشخصيات. هاجر أم إسماعيل عليه السلام وهي وحيد ةً في وادي بكة، ومع يوسف عليه السلام وهو وحيد عندما أُلْقِيَ في البئر، ومريم عليها السلام وهي وحيدة وقت ولادة عيسى عليه السلام، والإمام أحمد رحمه الله وهو وحيد في وقت الفتنة بخلقِ القرآن. وكذلك ابن الجوزي – رحمه الله – وهو في السجن، وغيرهم الكثير.

كل إنسان وحيد إيجابي = إنسان عظيم!

لكن انظر على ثمرة الشعور بالوحدة وقت الشِدَّة.
جعل الله تعالى من نسل هاجر أُمَّةً عظيمة.
ومن ظلمات البئر، عُيِّنَ يوسف عليه السلام وزيرًا لشؤون الطعام في مصر.
ونالت مريم عند الله تعالى مكانة عالية في الجنَّة.
وبعدما انحسرت الفتنة، ارتفعت مكانة الإمام أحمد – رحمه الله -، وأصبح كبير العلماء عصره.
ولا ننسى الإمام ابن الجوزي، فمع الوحدة عند نفيه إلى بغداد، أتقن وجوَّدَ القراءات السبع.

هذه الحقائق تؤكد لنا معنى جديد، وهو ألا ينبغي لنا أن ننعى أنفسنا أو نبكي على حالنا بسبب الوحدة أو العزلة؛ لأن هناك أوقات تصبح فيها الوحدة أكثر فائدة من العمل الجماعي.
والكثير ممن نعرفهم، فضلًا عن العظماء المذكورين، وغيرهم تمكَّنوا من عمل إنجازات كبيرة في ظلِّ صمتهم ووحدتهم.
كيف يُعقل ذلك…؟!

الوحدة الإيجابية

لا توجد مشكلة في تحقيق نجاح كبير مع العزلة والوحدة؛ لأن العظماء المذكورين آنفًا يؤمنون بأنهم ليسوا وحدهم طالما أنهم ما زالوا يحافظون على ذكر الله.
كما أدركوا أنه مع الوحدة، هناك من لا يَدَعْهم أبدًا، ويسمع دعاءهم دومًا، أخبرهم أنه يراقبهم ويعتني بهم في كل لحظة ووقتا. هذا هو السبب في أن العزلة أصبحت أمرًا إيجابيًا لهم، مما منحهم قوّة مكَّنتهم من سلسلة متواصلة من الإنجازات العظيمة.
سبحان الله!… ربما هذا هو معنى الوحدة في كلام ابن مسعود، رضي الله عنه:
“أنتَ الجماعة وإن كنت وحدك”.
فإذا كنت لا تزال وحيد ًا؛ لا تحزَن…
لأن الوحدة لها معانٍ أخرى يدركها المؤمن، خلاف ما يدركه منها معظم البشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق